محمد حنفي
في فضاء الرقص الاستعراضي التونسي، تبرز أسماء عديدة صنعت لنفسها بصمة خاصة، ومن بينها الراقصة نيللي التي استطاعت أن تشق طريقها بخطى واثقة بين زحام الأضواء والمنافسة القوية. نيللي ليست مجرد راقصة تقدم عروضًا لإمتاع الجمهور، بل هي حالة فنية تحمل في طياتها مزيجًا من الحضور الطاغي، والجاذبية الأنثوية، والانضباط في الأداء.

ما يميز نيللي هو ذلك التوازن بين الأصالة والمعاصرة. فهي تحرص على الحفاظ على روح الرقص الشرقي بملامحه المعروفة، لكنها في الوقت ذاته لا تخشى إدخال لمسات عصرية، سواء من حيث الموسيقى أو الحركة أو أسلوب التفاعل مع الجمهور. هذا المزج يجعل عروضها أكثر حيوية وقربًا من الجيل الجديد، دون أن تفقد قيمتها الفنية لدى عشاق الرقص التقليدي.

كما أن نيللي تعرف كيف تستثمر طاقتها المسرحية، فهي لا ترقص بجسدها فقط، بل بعينيها وابتسامتها وذكائها في قراءة ردود أفعال الحضور. لديها القدرة على تحويل أي مساحة، مهما كانت صغيرة، إلى خشبة مسرح نابضة بالحياة، وهو ما يجعلها محبوبة لدى متابعيها، ويمنحها قدرة على خلق أجواء خاصة لا تشبه غيرها.

وفي عالم تتزاحم فيه الوجوه والأسماء، تبقى قوة نيللي في شخصيتها الفنية المميزة، وفي طموحها الواضح للاستمرار والتجدد. فهي تمثل نموذجًا للفنانة التي لا تكتفي بما حققته، بل تبحث دائمًا عن خطوة إضافية تمنحها التميز وتبقيها في الواجهة.

باختصار، نيللي ليست مجرد راقصة تونسية صاعدة، بل هي مشروع فني واعد يستحق المتابعة، لأنها تملك كل العناصر التي تؤهلها لتكون واحدة من الأسماء البارزة في ساحة الرقص الاستعراضي العربي.

