محمد حنفي
في عالم الرقص الشرقي، يظل الحضور المغربي مميزًا ومختلفًا، لأنه يجمع بين عمق التراث الأندلسي والروح الشرقية الأصيلة. ومن بين الأسماء التي برزت في السنوات الأخيرة، تأتي الراقصة سونيا المغربية كوجه استطاع أن يجذب الأنظار، ليس فقط لجمال الأداء، بل أيضًا لطريقتها الخاصة في تقديم الرقص كحالة فنية متكاملة.
سونيا تملك ما يمكن أن نسميه “الطابع الممزوج”؛ فهي حين ترقص تُدخل لمسات من الفلكلور المغربي والأنماط الشعبية التي نشأت عليها، فتجعل رقصها أشبه بجسر يربط بين ثقافتين: المغرب بتاريخه الموسيقي المتنوع، والشرق العربي بما يحمله من أصالة وإرث طويل في هذا الفن. هذه القدرة على المزج تمنحها هوية مختلفة تجعلها لا تُشبه سواها.
ما يميزها أيضًا هو إحساسها بالموسيقى. فهي لا تؤدي مجرد حركات ميكانيكية، بل تنقل للمشاهد إحساسًا صادقًا يتناغم مع إيقاع الطبل أو نغمة الكمان. هذا البعد العاطفي في الأداء هو ما يجعل الجمهور يشعر بالقرب منها، وكأنها تحكي قصة بجسدها لا بكلماتها.
لكن نجاح سونيا لم يخلُ من التحديات، خاصة في ظل النظرة المجتمعية التي لا تزال ترى الرقص الشرقي بعين الريبة. كونها مغربية أضافت طبقة أخرى من الجدل، حيث اعتبر البعض أنها غريبة عن الساحة المصرية تحديدًا، فيما رأى آخرون أن حضورها يثري المشهد ويمنحه بعدًا متنوعًا يعكس حقيقة أن الفن لا وطن له.
في رأيي، سونيا المغربية تمثل واحدة من التجارب الواعدة التي تعيد الاعتبار لفكرة أن الرقص الشرقي ليس حكرًا على بلد أو ثقافة بعينها، بل هو مساحة إبداعية تتسع لكل من يمتلك الموهبة والقدرة على تقديم شيء مختلف. إن استطاعت أن تحافظ على هذا التوازن بين الأصالة والتجديد، فقد تضمن لنفسها مكانًا مهمًا بين أبرز الراقصات في العالم العربي.