محمد حنفي
تعد ليلى سليم واحدة من الراقصات المصريات اللاتي أثبتن حضورهن في مجال الفن الاستعراضي، حيث جمعت بين مهارات الأداء الجسدي والقدرة على جذب الأنظار بأسلوبها المميز. لكن، كما هو الحال مع أي شخصية فنية مثيرة للجدل، فإن حياتها المهنية أثارت ردود أفعال متباينة بين الجمهور والنقاد على حد سواء.
من منظور فني، تمتلك ليلى قدرة واضحة على التعبير من خلال الرقص، وتحويل الحركات إلى لغة تواصل غير لفظية تنقل المشاعر بشكل مباشر إلى الجمهور. هذه الموهبة ليست سهلة، فالأداء الاستعراضي يتطلب لياقة عالية، انضباطاً ومهارة في التحكم بالحركة والإيقاع، وليلى سليم أثبتت جدارتها في هذا المجال.
ومع ذلك، لا يمكن فصل الحديث عن ليلى عن الجدل المصاحب لعملها في الوسط الفني. فالرقص الاستعراضي في مصر غالباً ما يُثير نقاشات حول حدود الفن والرقابة على المحتوى، وهو ما يجعل الراقصات أمام تحدي الحفاظ على فنهن دون الوقوع في مهاجمة الجمهور أو المجتمع. هنا يظهر البعد الشجاع في شخصية ليلى، إذ تواجه هذه التحديات بثقة وتواصل مستمر مع جمهورها من خلال منصات التواصل الاجتماعي.
من الناحية الثقافية، يمكن القول إن ليلى سليم تمثل جزءاً من تحول المجتمع المصري نحو قبول أشكال فنية متنوعة، وتشجع النقاش المفتوح حول الفن والاستعراض. فهي ليست مجرد راقصة تؤدي الحركات، بل شخصية فنية تسعى لتغيير النظرة التقليدية للرقص، وتحويله إلى وسيلة للتعبير الفني الراقي.
في النهاية، تبقى ليلى سليم رمزاً للجرأة والموهبة في الوسط الفني المصري، وهي مثال على كيف يمكن للفن أن يواجه النقد ويظل محتفظاً بسحره الخاص، مستقطباً الجماهير ومحفزاً النقاشات حول الحرية الفنية.