التخطي إلى المحتوى
سارة قمر فنانة استعراضية تحمل روح الشرق وجرأة الغرب

محمد حنفي

الرقص الشرقي في طبيعته فن متجذر في الثقافة العربية، لكن المفارقة أن واحدة من أبرز الوجوه التي لفتت الأنظار في الفترة الأخيرة ليست عربية، بل من بنما: الراقصة سارة قمر. هذا وحده كافٍ ليثير التساؤل حول كيف استطاعت أن تقتحم ساحة يسيطر عليها الطابع المحلي وتجد لها جمهورًا واسعًا في مصر والعالم العربي.

سرّ سارة قمر لا يكمن فقط في إتقانها للحركات أو استيعابها لإيقاعات الموسيقى الشرقية، بل في شغفها الحقيقي بالفن، وهو ما يظهر في كل تفصيلة من أدائها. لم تأتِ كغريبة تحاول تقليد ما لا تفهمه، بل درست وتعلمت واندفعت بإصرار حتى باتت تقدم عروضًا تحمل روح الشرق وجرأة الغرب في آن واحد. هذا المزج جعلها مختلفة ومثيرة للانتباه.


لكن نجاحها لم يكن خاليًا من الجدل. فهناك من يرى أن دخول راقصة أجنبية إلى الساحة قد يهدد مكانة الراقصات المصريات اللواتي يعتبرن حاملات التراث الحقيقي. وهناك من يراها إضافة قوية، لأنها تكسر الحواجز وتعيد تقديم الرقص الشرقي بعيون جديدة قد تمنحه بعدًا عالميًا. وبين هذا وذاك، تظل الحقيقة أن سارة قمر استطاعت أن تفرض نفسها رغم كل شيء.


في رأيي، سارة قمر تعكس رسالة مهمة: أن الفن لا يعرف حدودًا جغرافية، وأن الموهبة إذا امتزجت بالاجتهاد قادرة على أن تُكسب صاحبها احترام الجمهور حتى في أكثر المجالات حساسية. إن استمرت بنفس الروح، فقد تكون واحدة من الأسماء القليلة التي تساعد على إعادة تعريف الرقص الشرقي كفن عالمي يتجاوز مجرد المحلية، ويصل إلى جمهور أوسع بكثير مما نتخيله.