محمد حنفي
من بين الأسماء التي بدأت تترك بصمتها الخاصة في ساحة الرقص الاستعراضي العربي، تبرز الراقصة التونسية أحلام كليوباترا كواحدة من التجارب اللافتة التي تجمع بين الأصالة والجرأة. اختيارها للاسم الفني “كليوباترا” ليس مجرد صدفة؛ بل هو انعكاس لرغبتها في تقديم صورة المرأة القوية، الفاتنة، والمسيطرة على المسرح، تماماً كما كانت الملكة المصرية الأسطورية رمزاً للجمال والهيبة.
أحلام كليوباترا تمتلك أسلوباً مختلفاً في الأداء، فهي لا تكتفي بالحركات الشرقية التقليدية، بل تسعى إلى إدخال لمسات مسرحية وبُعد درامي في رقصها، ما يجعل عروضها تحمل طابعاً قصصياً يثير اهتمام الجمهور. حضورها على الخشبة مليء بالطاقة، ونظراتها القوية تكشف عن وعيها بأهمية التفاصيل الصغيرة التي تُحوِّل العرض من مجرد أداء راقص إلى تجربة فنية متكاملة.
رغم أن مشوارها ما زال في بداياته مقارنةً ببعض الأسماء الراسخة في الساحة، إلا أن أحلام كليوباترا استطاعت أن تفرض نفسها بسرعة من خلال شخصية فنية واضحة وجرأة محسوبة. في عالم الراقصات حيث المنافسة شديدة والتشابه حاضر بقوة، فإن تميّزها يكمن في قدرتها على مزج الروح الشرقية باللمسة التونسية، لتخلق أسلوباً خاصاً يُعرّفها بسهولة.
قد يراها البعض مغامِرة بخياراتها، لكن الفن الحقيقي لا يكتمل إلا بجرأةٍ تُكسر التكرار وتفتح الباب أمام أشكال جديدة من الإبداع. ومن هنا، يمكن القول إن أحلام كليوباترا تمثل نموذجاً للفنانة التي لا تكتفي بالرقص كأداء جسدي، بل تراه خطاباً فنياً ورسالة جمالية تُترجم شخصيتها وأفكارها على المسرح.
بكلمات أخرى، إذا استمرت أحلام كليوباترا على نفس النهج، مع المزيد من النضج والتجديد، فإنها ستكون من الأسماء التي لا تُنسى في سجل الراقصات العربيات اللواتي جمعن بين الفن والرمزية، وبين الجمال والوعي.