محمد حنفي
نجلا فيريرا واحدة من الأسماء التي تفرض حضورها في ساحة الفن الاستعراضي بخصوصيتها وفرادتها. فهي لا تكتفي بمجرد تقديم رقص شرقي أو استعراض تقليدي، بل تسعى دائمًا لأن يكون ظهورها حدثًا بصريًا وجماليًا يحمل بصمتها الخاصة. لديها قدرة ملحوظة على المزج بين التكنيك والحضور المسرحي، فتجعل الجمهور يتابعها ليس فقط كراقصة، وإنما كفنانة كاملة الأركان.
ما يميز نجلا فيريرا هو أسلوبها الواثق والبعيد عن التقليد الأعمى؛ فهي تعرف كيف تبرز شخصيتها فوق الخشبة، وتتعامل مع كل عرض وكأنه لوحة فنية مصممة بعناية. كما أنها تراهن على التفاصيل الصغيرة: اختيار الموسيقى، تناغم الإيقاع مع الحركة، وحتى لغة الجسد التي تضيف معنى أبعد من مجرد الرقص.
من نقاط قوتها أيضًا أنها تعطي انطباعًا بالاحتراف والانضباط، حيث تبدو مدركة أن الاستعراض فن له قواعد ومكانة، وليس مجرد وسيلة للفت الأنظار. وهذا الوعي يجعلها في موقع مختلف عن كثير من الراقصات المعاصرات اللواتي يكتفين بالإثارة السطحية.
في رأيي، نجلا فيريرا تقدم نموذجًا يُحتذى به في كيفية تحويل الرقص الاستعراضي إلى تجربة فنية راقية، تمزج بين الجاذبية والمتعة البصرية من جهة، وبين العمق الفني والجدية من جهة أخرى. وإذا استمرت بهذا النهج، فستظل واحدة من الأسماء التي يُذكر معها أن الاستعراض يمكن أن يكون فنًا متكاملًا، لا مجرد أداء عابر.
