احتفلت الراقصة الاستعراضية هدى سعيد بعيد ميلادها اليوم، وسط موجة كبيرة من التهاني التي انهالت عليها من جمهورها ومتابعيها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وتلقت هدى رسائل محبة ودعم من عدد من زملائها في الوسط الفني، الذين تمنّوا لها عامًا جديدًا مليئًا بالنجاح والتألق، مؤكدين مكانتها كواحدة من الراقصات اللاتي استطعن رسم خط فني مميز وبصمة خاصة في عروضهن الاستعراضية.
وعبّرت هدى سعيد عن سعادتها البالغة بكل هذه التهاني، مشيرة إلى أن دعم الجمهور هو الدافع الأكبر لها للاستمرار وتقديم أعمال أفضل، واعدةً متابعيها بالمزيد من الإطلالات الجديدة خلال الفترة المقبلة.
في السنوات الأخيرة، برز اسم الراقصة هدى سعيد كواحدة من الوجوه الصاعدة التي استطاعت أن تجد لنفسها مكانًا مميزًا في ساحة الرقص الاستعراضي. ليست مجرد راقصة تقدم وصلات فنية عابرة، بل تحمل حضورًا طاغيًا وذكاءً في اختيار إطلالاتها وحركاتها، ما يجعلها قادرة على جذب الأنظار أينما ظهرت.
اللافت في مسيرة هدى سعيد هو قدرتها على المزج بين أصالة الرقص الشرقي ورونقه المعروف، وبين لمسات عصرية تناسب جمهور اليوم. فهي تدرك أن الفن لا يعيش إلا بالتجديد، وأن الجيل الجديد يبحث دائمًا عن المختلف وغير المألوف، فتعمد إلى إضافة عناصر إبداعية في عروضها دون أن تفقد روح المدرسة الشرقية التي ينتمي إليها هذا الفن.
لكن ما يميز هدى سعيد أكثر من غيرها هو شخصيتها الواثقة. فهي لا تتعامل مع الرقص كوظيفة مؤقتة أو مجرد وسيلة للشهرة، بل كمشروع فني متكامل يستحق أن يُقدَّم باحترام، وهذا يظهر في اختياراتها الدقيقة، سواء في أماكن عملها أو حتى في أسلوبها على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تحرص على أن تترك انطباعًا راقيًا يليق بفنانة تحترم فنها وجمهورها.
بالطبع، لا يخلو طريقها من الانتقادات، خاصة في مجتمع ينظر أحيانًا للرقص الشرقي بنظرة تحفظية. غير أن هدى سعيد أثبتت أن الفنانة التي تؤمن بموهبتها وتلتزم بحدود واضحة في ما تقدمه، قادرة على أن تفرض احترامها حتى على أكثر المنتقدين.
في رأيي، هدى سعيد تمثل الجيل الجديد من الراقصات اللواتي يملكن القدرة على إعادة الاعتبار لهذا الفن، وإخراجه من الصورة النمطية الضيقة التي التصقت به، لتقدمه كفن استعراضي حقيقي يدمج بين المتعة البصرية والجمالية الفنية. وإن استمرت في هذا النهج، قد نراها قريبًا واحدة من أبرز الأسماء التي ستترك بصمة طويلة الأمد في تاريخ الرقص الشرقي المعاصر.
