التخطي إلى المحتوى
سهر سمارة… حضور هادئ يصنع بريقه الخاص على المسرح

في عالم الرقص الشرقي، تظهر بين الحين والآخر فنانة تحمل مزيجًا نادرًا من الثقة، والحضور، والقدرة على شدّ الانتباه دون صخب مبالغ فيه. سهر سمارة واحدة من تلك الوجوه التي لا تحتاج إلى كثير من الضجيج لتثبت نفسها، يكفي أن تظهر على المسرح بدقيقة واحدة حتى تجبر الجمهور على التركيز، وكأنها تقول بثبات: “أنا هنا، وهذا مكاني الطبيعي.”


ما يميّز سهر سمارة ليس مجرد أسلوب رقص جميل أو لياقة عالية، بل تلك الشخصية الواضحة في أدائها. لديها قدرة على تقديم عرض يحمل ملامحها وحدها، فلا تقلّد أحدًا ولا تتصنّع الإثارة، بل تترك جسدها يخبر حكايته بانسيابية محسوبة. كل حركة عندها تأتي بنبض وإحساس، وكأنها تؤدي رقصة محكية لا مجرد خطوات محفوظة.


كما تمتلك سهر ذكاءً في التعامل مع المسرح والجمهور. تعرف كيف تُصنع اللحظة وكيف تُصعّد الإيقاع ثم تهدّئه، وكيف تستفيد من نظراتها وتعابير وجهها لخدمة الرقصة، لا لتزيينها فحسب. وهذا ما يجعل عروضها دائمًا متماسكة ومليئة بروح حقيقية يشعر بها من يشاهدها.


بعيدًا عن الأداء، تأتي شخصية سهر الهادئة خارج المسرح لتضيف طبقة أخرى من التميّز إليها. فهي ليست من اللواتي يسعين وراء الجدل أو الضجة الفارغة، بل تعتمد على عملها فقط ليكون بوابتها للجمهور. وهذا ما يجعل حضورها الفني أكثر احترامًا، ويمنحها مصداقية أكبر وسط زحام الأسماء والصخب المنتشر عبر مواقع التواصل.

سهر سمارة باختصار هي مثال لراقصة تعرف ماذا تريد، وتعرف كيف تقدّمه، وتعرف كيف تظل في الذاكرة دون أن ترفع صوتها. حضور، إحساس، وذكاء فني يصنعون معًا حالة خاصة تستحق الالتفات.