محمد حنفي
هناك راقصات يمررن على الساحة مرور النسيم… وهناك راقصات يخلقن حولهن حالة، حضور، علامة… والراقصة الاستعراضية بيبي بالتأكيد من الفئة الثانية. تلك التي لا تحتاج إلى مقدمات طويلة ولا بهرجة فارغة لتُقنع جمهورها. بيبي ببساطة تدخل المسرح فتتغيّر هندسة المكان، يتغيّر الضوء، وتتغيّر نظرات العيون التي تتابع كل خطوة من خطواتها.
ما يميز بيبي حقًا ليس فقط المرونة أو الليونة أو مهارتها في الإيقاع — رغم أنها تملك كل ذلك بوفرة — بل الطريقة التي تقدّم بها جسدها وفنها بثقة، دون محاولة تزويق الحقيقة أو تقليد غيرها. هي تعرف تمامًا ما الذي يريده الجمهور منها، وتمنحه إيّاه بذكاء يُحسب لها وليس عليها.

بيبي تنتمي لجيل جديد من الراقصات… جيل لا يؤمن بأن الرقص مجرد حرفة، بل مشروع حياة كامل؛ شخصية تُصنع، وصورة تُبنى، وبصمة تُثبَّت. حضورها على المسرح فيه جرأة الأنثى التي تعرف قوتها، وفيه في الوقت نفسه لمسة خفة تجعلها قريبة من مزاج الناس وقلوبهم.

قد يختلف البعض حول حدود الاستعراض، وما يجب وما لا يجب… لكنّ المؤكد أن بيبي لا تُقيم وزنًا للضجيج طالما أنها تقدم ما تؤمن به، وتحقق فيه نجاحًا وجمهورًا يتزايد يومًا بعد يوم.
ولو أردنا تلخيص تجربة بيبي في جملة واحدة؟ سنقول:
راقصة لا تكتفي بأن تُرى… بل تتعمد أن تُتذكّر.
