التخطي إلى المحتوى
راندا كامل… حين تتحوّل الرقصة إلى بيان فني

ليست راندا كامل مجرد فنانة استعراضية تؤدي على خشبة المسرح، بل حالة فنية خاصة فرضت نفسها بوعيها المختلف للرقص الشرقي. منذ ظهورها، قدّمت نموذجًا مغايرًا للراقصة التي لا تعتمد فقط على الإبهار السريع، بل تراهن على العمق، والتحكم، وفهم الموسيقى ككيان حيّ تتحاور معه لا تلاحقه.


ما يميّز راندا كامل هو وعيها الجسدي العالي، وقدرتها على تفكيك اللحن وإعادة تركيبه عبر الحركة. لا تنشغل بالزخارف الزائدة، بل تذهب مباشرة إلى جوهر الإيقاع، فتجعل كل حركة محسوبة، وكل وقفة ذات معنى. هذا الأسلوب منحها احترام جمهور يبحث عن الفن قبل الاستعراض، وعن الصدق قبل البهرجة.


كما أن تجربة راندا كامل تؤكد أن الرقص الشرقي فن قابل للتجديد دون أن يفقد هويته. هي لا تهدم القواعد، بل تعيد قراءتها بروح معاصرة، مستفيدة من خبرتها الأكاديمية وثقافتها الموسيقية. لذلك بدت عروضها دائمًا أقرب إلى “عرض فني متكامل” لا مجرد فقرة ترفيهية عابرة.


في زمن تتشابه فيه الوجوه والأساليب، نجحت راندا كامل في أن تصنع لنفسها بصمة واضحة، قائمة على الاختلاف المدروس لا الصدام المفتعل. هي فنانة تعرف ماذا تريد، وتعرف كيف تقول ذلك بجسدها، لتثبت أن الرقص الشرقي ما زال قادرًا على إنتاج أسماء حقيقية تحترم الفن وتضيف إليه، لا تستهلكه فقط.