التخطي إلى المحتوى
عزيزة… حين يتحوّل الاستعراض إلى إحساس فني راقٍ

تُعدّ الفنانة الاستعراضية عزيزة واحدة من الأسماء التي استطاعت أن تفرض حضورها بهدوء وثقة على ساحة الرقص الشرقي والاستعراض المعاصر، دون ضجيج أو افتعال. فهي تنتمي إلى مدرسة تعتمد على الإحساس قبل الحركة، وعلى التعبير الفني قبل الاستعراض الجسدي، وهو ما يمنح عروضها خصوصية تميّزها عن غيرها.


ما يلفت الانتباه في أداء عزيزة هو قدرتها على التعامل الذكي مع الموسيقى؛ لا ترقص عليها فقط، بل تتحاور معها، فتترجم إيقاعاتها ونغماتها إلى حركات محسوبة، تنبض بالأنوثة والنعومة دون مبالغة. هذه العلاقة المتوازنة مع الموسيقى تعكس فهماً حقيقياً لفن الاستعراض، وليس مجرد حفظ لحركات متكررة.


تمتلك عزيزة كاريزما هادئة على المسرح، لا تحتاج إلى استعراض صاخب لتلفت الأنظار، فحضورها البصري وأسلوبها الواثق كفيلان بخلق حالة فنية متكاملة. كما تحرص على تقديم صورة راقية للفنانة الاستعراضية، سواء في اختياراتها الموسيقية أو أزيائها التي تجمع بين الجمال والذوق.


وعلى مستوى التطور الفني، يُلاحظ أن عزيزة تسير بخطى ثابتة نحو النضج، فتتعلم من تجاربها، وتضيف إلى أدائها لمسات جديدة، دون أن تفقد هويتها الخاصة. وهذا ما يجعلها فنانة قادرة على الاستمرار، لا مجرد اسم عابر في مشهد سريع التغيّر.


في النهاية، يمكن القول إن الفنانة الاستعراضية عزيزة تمثل نموذجاً للفن الهادئ العميق، الذي يراهن على الجودة لا على الضجيج، وعلى الإحساس لا على المبالغة، لتؤكد أن الاستعراض الحقيقي يبدأ من الروح قبل الجسد.