التخطي إلى المحتوى
كاميليا مراد.. حضور استعراضي يصنع بصمته بهدوء

في عالم الاستعراض والرقص الشرقي، لا يكفي أن تمتلك الراقصة تقنيات جسدية متقنة أو خطوات مدروسة، بل إن الحضور الطاغي والكاريزما الشخصية هما ما يمنحانها بصمة خاصة. وهذا ما يميز الراقصة الاستعراضية كاميليا مراد، التي استطاعت أن تصنع لنفسها هوية فنية قائمة على التوازن بين الأصالة والتجديد.


كاميليا مراد ليست مجرد مؤدية لحركات راقصة، بل هي فنانة تعرف كيف تترجم الموسيقى إلى قصة مرئية، وكيف تحول اللحظة على المسرح إلى تجربة جمالية متكاملة. ما يلفت الانتباه فيها هو قدرتها على الجمع بين الرقي في الأداء والجرأة في التقديم، دون أن تقع في فخ الابتذال أو التكرار الذي يلاحق كثيراً من الراقصات.


من يتابع عروض كاميليا يلاحظ حرصها على التفاصيل: من اختيار الأزياء التي تخدم الفكرة، إلى تفاعلها مع الجمهور بشكل يخلق حالة من التواصل المباشر. حضورها لا يعتمد فقط على الجسد، بل على تعبير الوجه واللغة المسرحية التي تُضفي على رقصها قيمة إضافية.ربما سر نجاحها يكمن في وعيها بأن الرقص الاستعراضي ليس مجرد مهنة، بل رسالة تحمل بُعداً فنياً وثقافياً. فهي تقدم صورة للراقصة الشرقية التي تستطيع أن تكون أيقونة حداثية، وفي الوقت نفسه امتداداً لتراث غني وعريق.


في رأيي، كاميليا مراد تمثل نموذجاً للفنانة التي تضع بصمة واضحة في المشهد الاستعراضي المعاصر، وتفتح الباب أمام جيل جديد من الراقصات اللواتي يبحثن عن الجمع بين الفن الحقيقي والإبهار البصري. إنها مثال حي على أن الرقص الشرقي لا يزال قادراً على التجدد والازدهار متى وجد فنانة تعرف كيف تستحضر الماضي وتبني المستقبل.