محمد حنفي
ريهام سليمان تمثل حالة خاصة في مشهد الرقص الشرفي، فهي واحدة من الأسماء التي استطاعت أن تحجز مكانها بفضل أسلوبها المختلف وحضورها الطاغي على الخشبة. ما يميز ريهام ليس مجرد الأداء الجسدي المتقن، بل تلك الطاقة التي تبثها في كل حركة، وكأنها لا ترقص فحسب، بل تحكي قصة كاملة بلغة الجسد والموسيقى.
في عالم الرقص الشرقي والاستعراضي الذي تتداخل فيه الثقافات والتأثيرات، تبرز ريهام سليمان بقدرتها على المزج بين الأصالة التونسية ونَفَس الحداثة. فهي لا تعتمد فقط على القوالب الجاهزة، بل تبحث عن إضافة بصمتها الخاصة، سواء في اختيار الموسيقى، أو تصميم الاستعراض، أو حتى في تفاصيل الأزياء التي ترتديها.
قد يختلف المتابعون في تقييم أسلوبها، فالبعض يراها جريئة أكثر مما ينبغي، بينما يعتبرها آخرون نموذجاً للفنانة التي تعرف كيف تكسر النمط التقليدي دون أن تفقد روح الرقص الشرقي. لكن ما لا يمكن إنكاره أنها تملك شخصية مسرحية قوية، تجعل الجمهور يتذكرها حتى بعد انتهاء العرض.
ريهام سليمان تمثل الجيل الجديد من الراقصات التونسيات اللواتي يبحثن عن هوية فنية واضحة وسط منافسة إقليمية وعالمية. وجودها هو تذكير بأن الرقص ليس مجرد مهنة، بل مساحة للتعبير عن الذات، وعن رؤية الفنانة لنفسها ولجمهورها. وربما يكون هذا هو سر جاذبيتها الحقيقية: أنها ترقص بشغف، وتترك مساحة للمتلقي كي يرى فيها ما يريد أن يراه.