في عالم الرقص الشرقي، تبرز دائمًا أسماء تحمل معها لمسة مختلفة، والراقصة التونسية أسمهان واحدة من هذه الحالات الخاصة. فهي ليست مجرد راقصة تؤدي الحركات التقليدية، بل فنانة تُجيد تحويل الاستعراض إلى لغة بصرية متكاملة، تجمع فيها بين الحضور الآسر والقدرة على مخاطبة الجمهور بإحساسها قبل جسدها.

أسمهان تملك ما يمكن وصفه بـ”الكاريزما الصامتة”، فهي ليست في حاجة إلى إثارة ضجة أو مبالغات لافتة، بل تعتمد على قوة الحضور وسلاسة الأداء. مزيجها بين الأناقة التونسية والروح الشرقية يمنح رقصها شخصية مستقلة، لا تقلّد أحدًا، ولا تسعى لمجاراة صيحات سطحية، بل تضع بصمتها الخاصة بجرأة واتزان.

ما يميز أسمهان أكثر هو وعيها بأن الرقص الشرقي ليس مجرد فن استعراضي، بل تراث متجذر في التاريخ، يحتاج إلى من يقدمه بكرامة وذكاء، لا كسلعة استهلاكية. لذلك، تجدها قادرة على الجمع بين الأصالة والحداثة، بين التعبير الجسدي العميق واللمسات المعاصرة التي تجعل عروضها مناسبة لكل زمان.

في رأيي، أسمهان تمثل نموذجًا للفنانة التي تفهم قيمة ما تقدمه وتقدّر عقلية الجمهور قبل عينه. إنها واحدة من الأسماء التي تعطي الأمل بأن الرقص الشرقي لا يزال قادرًا على إنتاج نماذج راقية تُحافظ على هويته وتضيف له في الوقت نفسه.

