التخطي إلى المحتوى
بإتجاه متفرد التونسية “رنا شهيدة” نموذجاً مختلفاً للرقص الشرقي

محمد حنفي

رنا شهيدة تمثل نموذجًا مختلفًا في مشهد الرقص الشرقي التونسي، فهي لا تعتمد فقط على المهارة الجسدية في الأداء، بل تحرص على أن تترك انطباعًا فنيًا متكاملًا عند جمهورها. من يتابع رنا يلاحظ أنها تمتلك شخصية راقصة واضحة، فهي تبتعد عن التقليد المباشر للراقصات المصريات أو اللبنانيات، وتسعى إلى صياغة أسلوب يحمل بصمة تونسية خاصة، سواء من خلال اختيار الموسيقى أو طريقة التفاعل مع الجمهور.


ما يميز رنا شهيدة أنها تعرف كيف تدير حضورها على المسرح؛ فابتسامتها، وخطواتها المدروسة، وإدارتها للتفاصيل الصغيرة من ملابس وإكسسوارات، كلها عناصر تجعل وصلة الرقص عندها لوحة متكاملة. هي تدرك أن الرقص الشرقي ليس مجرد حركة، بل لغة كاملة تُقال بالإيماءة والنظرة والإيقاع.


قد يرى البعض أن رنا شهيدة ما زالت في مرحلة البحث عن صيغة نهائية تثبت بها نفسها خارج تونس، خاصة وأن المنافسة في هذا المجال لا ترحم، لكن المؤكد أنها تمتلك مقومات تؤهلها للانتشار عربيًا إذا واصلت العمل بنفس الوعي والطموح.


في رأيي، قوة رنا شهيدة تكمن في صدقها الفني؛ فهي لا تلهث وراء الإثارة الفارغة، بل تحاول أن تقدم رقصًا شرقيًا يحترم أصالته، مع لمسة أنثوية عصرية تجعلها قريبة من جمهورها. وإذا استطاعت أن تحافظ على هذا التوازن، فقد يكون اسمها بين الأسماء البارزة في ساحة الرقص العربي خلال السنوات المقبلة.