التخطي إلى المحتوى
راتشيل… حضور استعراضي يكتب لغته الخاصة على المسرح

تقدّم الفنانة الاستعراضية اللبنانية راتشيل نموذجًا مختلفًا في المشهد الاستعراضي العربي، حيث تنجح في المزج بين الجاذبية الفنية والحضور الواثق على المسرح، دون الوقوع في فخ التكرار أو الأداء النمطي. فهي لا تعتمد فقط على الإبهار البصري، بل تراهن على الإحساس والتواصل مع الجمهور، وهو ما يمنح عروضها طابعًا حيًا ومؤثرًا.


ما يميّز راتشيل هو قدرتها على التحكم في تفاصيل الأداء؛ من الإيماءة الصغيرة إلى الحركة الواسعة، وكلها تصب في خدمة الفكرة العامة للعرض. يظهر ذلك في اختيارها للموسيقى، التي غالبًا ما تكون مدروسة وتمنحها مساحة للتعبير الحر، فتبدو كأنها تحكي قصة على خشبة المسرح، لا مجرد استعراض حركات متتالية.


كما تحسب لراتشيل جرأتها الفنية المحسوبة، فهي تعرف كيف تقدّم نفسها بصورة عصرية تتماشى مع الذائقة الحديثة، مع الحفاظ على لمسة أنثوية راقية لا تفقد العرض قيمته الفنية. هذه المعادلة الصعبة تجعل حضورها لافتًا، خصوصًا في ظل مشهد استعراضي مزدحم بالمنافسة.


في رأيي، راتشيل ليست فنانة تبحث عن الانتشار السريع بقدر ما تسعى إلى تثبيت اسمها كحالة فنية لها هوية واضحة. وإذا واصلت هذا النهج القائم على التطوير المستمر والاختيارات الذكية، فمن المتوقع أن تحجز لنفسها مكانة مميزة بين نجمات الاستعراض في الفترة المقبلة.